الشاعرة والحرامي

• هنا تجرّنا الشاعرة فراق إلى أجواء بعيدة عن اهتمام الشعراء، ربما كتب البيروني رحمه الله نظما في هذا الباب، والتي كانت تفتقد الصور الشعرية المؤثرة في النفس وهي أقرب إلى شعر الفكاهة، أما قصيدة الشاعرة فراق فهي تغوص في قلب المقارنة الفلسفية بين اللص والشاعر ... شكرا لقلمها.

الشاعرة والحَرامــــــــــي.. 

 

مَاذا سَتسرِقُ ياصَديقي حِينَ أزْمَعْتَ اقتِحَامَهْ؟ 

 

فالدَّارُ خاليةٌ وفيها تُشعِلُ النّجوى ضِرامَهْ 

 

أيَّانَ أغضبْ فالقصيدُ يَسِلُّ  كالسيفِ انتقامَــهْ

 

في تَلِّ أوراقٍ ومِحْبَرَةٍ بِها أشكو الظُّلامَهْ

 

إذْ ليسَ عِندي غيرُ أشعاري تُسَاقيني السَّآمَهْ

 

سَمَلَ الظّلامُ يَرَاعتي لَمْ يُبْقِ لي حتّى العَلامَهْ

 

داري حَزينٌ مِثلُ روحي إذ تُواسيني الحَمَامَهْ

 

خُذْها إذا ماشِئتَ واتْرُكْ عُشَّها تَحتَ الإقامَـــــهْ

 

كُلُّ الّذي في الدّارِ لايُغريكَ في كَسْبٍ قِوَامَــــــــهْ

 

أنَا خمرةُ الأوجاعِ في كأسٍ تُجَرِّعُنِي النَّدامَــــــهْ

 

والرُّوحُ في بَدَني تُراوِدُها الهَواجِسُ بالقِيامَــــهْ

 

هُمْ هكذا الشُعرَاءُ لامالٌ يُثيرُ بِكَ اهتِمامَهْ

 

فُقَرَاءُ جِدّاً حيثما اعتنقوا المُروءةَ والكرَامَهْ

 

بِوِجُوههِمْ سِمَةُ الجِياعِ فلَنْ تُرى لَهَمُ ابتسامَهْ

 

لو أحبَطَتْكَ الحالُ فاعْذُرْني ولاتُبْدِ المَلامَــهْ

 

ماذا ستسرقُ ياصديقي فلْتَعُدْ ولكَ السّلامَهْ

 أُوصِيكَ لاتنسَ التي أبْدت إلى اللِّصِّ احْتِرَامَــهْ

فراااق