وَيَومٍ بِذِي قَارٍ تَرَامَت خُيُولُنَا
كَأَنّهُمُ غَيثُ السّمَاءِ المُنَزّلِ
وَقُمْنَا لَهُمْ لَمَّا تَعَالَى صُيَاحُهُمْ
بِكُلِّ فَتًى حرٍّ إِلَى المَوْتِ مُقْبِلِ
فَأَظْلَمَ وَجْهُ الأَرْضِ مِنْ قَسْطَلِ الوَغَى
وَضَجَّتْ بِهِ الآفَاقُ ضَجَّةَ مِرْجَلِ
تَطَايَرَ هَامُ القَوْمِ تَحْتَ سُيُوفِنَا
كَطَيْرِ القَطَا الفَزَّانِ مِنْ وَقْعِ أَجْدَلِ
وَجَاؤُوا بِفِيلٍ كَالجِبَالِ فَصَدَّهُ
فَتًى مِنْ بَنِي شَيْبَانَ لَمْ يَتَزَلْزَلِ
فَأَضْحَى طَعَامَ الذِّئْبِ كُلُّ مُدَجَّجٍ
وَأمسَى شَرَابَ الطَّيْرِ مِنْ كُلِّ مَقْتَلِ
وَسُقْنا إِلَى أَحْيَائِنَا كُلَّ خَوْدَةٍ
تُجَرْجِرُ أَذْيال الحَرِيرِ المُسَدَّلِ
فَيَا لَيْتَ كِسْرَى قَدْ رَأَى جُنْدَهُ ضُحًى
بِصَحْرَائِنَا قَتلَى بِسَيْفٍ ومِنْصَلِ
تَرَكْنَا لَهُمْ ذِكْرَى المَنُونِ بِأَرْضِنَا
بِأَنَّ حِمَى العُرْبَانِ صَعْبةُ مَدخَلِ
يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك للمشاركة في هذه المناقشة.