1 2 3 4 5 6 7 8 9 13 14

الدرسُ الثاني - البحرُ الطويلُ

البابُ الرابعُ - الأوزانُ الشعريّةُ للبحورِ  الدرسُ الثاني – البحرُ الطويلُ
البحرُ الطويلُ وهو أكثرُ البحورِ شيوعًا[]*، فقد جاءَ ما يَقرُبُ من ثُلُثِ الشعرِ العربيِّ القديمِ من هذا الوزنِ[]*
وردَ في الدرسِ الخامسِ من البابِ الثالثِ أنّ لكلِّ بحرٍ وزنًا رئيسيًّا تتفرّعُ منه أوزانٌ ثانويةٌ، وقد يأتي الوزنُ الرئيسيُّ كما في دائرتهِ وقد يختلفُ (على الأغلبِ).
وزنُ البحرِ الطويلِ كما جاء في دائرتهِ (نظريًا وغيرَ مستعمَلٍ) هو:    [فَعُولُنْ مَفاعِيلُن فَعولُنْ مَفاعِيلنْ     فَعولُنْ مَفاعِـيلُن فَعولُنْ مفاعِيلنْ]!
وللوزنِ المستعملِ منه عروضٌ واحدةٌ مخبونةُ الخامسِ أو مقبوضةٌ حسَبَ مسمّياتِ أهلِ العروضِ [(مَفاعِلُنْ)]! حيثُ جرى خبنُ الخامسِ هنا (أي القبضُ) مجرى العلّةِ في اللزومِ كما مرّ سابقًا،
وهي ثابتةٌ في جميعِ أبياتِ القصيدةِ (عدا حالةِ التصريعِ) وثلاثةُ أضربٍ كما يلي:
الضربُ الأولُ صحيح  [(مَفاعِيلُن)]! ووزنُ البيتِ:  [فَعُولُنْ مَفاعِيلُن فَعولُنْ مَفاعِلنْ        فَعولُنْ مَفاعِـيلُن فَعولُنْ مفاعِيلنْ]!
كقولِ حاتِمٍ الطائيّ:
أماوِيَّ إِنَّ المالَ   غادٍ    وَرائِحٌ               ويَبقى مِنَ المالِ الأَحادِيــــــــــثُ والذّكرُ
[أمَاْوِيْ يَـإِنْنَـلْـمَاْ لَـغَاْدِنْ وَرَاْئِـحُنْ              وَيَبْقَىْ مِـنَلْمَـاْلِلْ      أَحَاْدِي     ثُـوَذْذكْـرُوْ]@   [فَعُولُنْ مَفاعِيلُن فَعولُنْ مَفاعِلنْ        فَعولُنْ      مَفاعِـيلُن   فَعولُنْ    مفاعِيلنْ]!
الضربُ الثاني: الضربُ مثلُ العروضِ، مخبونُ الخامسِ [(مَفاعِلُنْ)]! ووزنُ البيتِ:  [فَعُولُنْ مَفاعِيلُن فَعولُنْ مَفاعِلنْ        فَعولُنْ مَفاعِـيلُن فَعولُنْ مفاعِلنْ]!
كقولِ طُرفةَ بنِ العبد:
ستُبدِي لَكَ الأيّامُ ما كُنتَ    جاهِلًا             وَيَـأتِـيكَ بالأخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
[سـتُبْدِيْ لَـكَلْأَ يْـياْ مُـمَاْكُنْ تَـجَاْهِـلَنْ             وَيَأْتِيْ كَـبِلْأَخْـبَاْ رِمَنْلَمْ تُـزَوْوِدِيْ]@   [فَعُولُنْ    مَفاعِيلُن   فَعولُنْ  مَفاعِلُنْ             فَعولُنْ   مَفاعِـيلُن فَعولُنْ مفاعِلُنْ ]!
الضربُ الثالثُ: الضربُ [فعولُنْ]! ووزنُ البيتِ:  [فَعُولُنْ مَفاعِيلُن فَعولُنْ مَفاعِلنْ        فَعولُنْ مَفاعِـيلُن فَعولُنْ فَعُولُنْ]!
كقولِ حاتِمٍ الطائيّ:
وما الخِصبُ لِلأَضيافِ أَن يَكثُرَ القِرى             وَلكنَّــــــــما وجهُ الــــــــــــكريمِ خَصِيبُ
[وَمَلْخِصْ بُلِلْـأَضْيا فِأَنْ يَكْ ثُرَلْقِرى            وَلاكِنْ نَماوَجْهُلْ كَرِيمِ خَصِيبُو]@  [فَعُولُنْ مَفاعِيلُن فَعولُنْ مَفاعِلنْ     فَعولُنْ مَفاعِـيلُن فَعولُ فَعولُنْ]!
ملاحظةٌ: يُسمّي أهلُ العروضِ تحوُّلَ الضربِ [مفاعِيلُنْ]! إلى [فعولُنْ]! بعلّةِ الحذفِ فالضربُ عندهم محذوفٌ،
ولا تأخذ دروسُ الدورةِ هنا بهذه المسميّات التي تتحول فيها إحدى التفعيلاتِ العشرِ إلى تفعيلةٍ أخرى كما مرّ في الدرسِ الأولِ من هذا البابِ،
ولكنّها تشيرُ إلى هذهِ المصطلحاتِ أينما دَعتِ الحاجةُ لذلك.
لو أخذنا ما وردَ من أشعارٍ في المُفَضَّلِـيّاتِ[]* ودرسنا نِسَبَ توزّعِ أضربِ بحرِ الطويلِ إلى مجموعِ أشعارِ بحرِ الطويلِ فيها
وإلى مجموعِ الأبياتِ الواردةِ في المُفَضَّلِيّاتِ لوجدنا ما يلي كما في الجدولِ التالي[]*:
نستنتجُ من الجدولِ السابقِ أن نسبةَ أبياتِ الطويلِ في المُفَضَّلِيّاتِ من مجموعِ أبياتِ البحورِ هو الثُلُثُ،
الأمرُ الذي يوافقُ آراءَ العروضيين بقولِهم أن ثُلُثَ الشعرِ العربيِّ القديمِ هو من بحرِ الطويلِ.
زِحافاتُ البحرِ الطويلِ:
1- تغييراتُ العروضِ والأضربِ
لا يدخل أيُّ تغييرٍ على العروضِ والأضربِ، فالعروضُ تبقى مخبونةَ الخامسِ [مفاعِلُن]! وهو أمرٌ لازِمٌ كما تبقى الأضربُ الثلاثُ من دونِ أيِّ تغييرٍ،
لأنَّ التزامَ العروضِ والضربِ في القصيدةِ أمرٌ أساسيٌّ []*إلا ما نَدَر.
2- تغييراتُ الحشوِ
تغييراتُ [فَعولُنْ]!: يدخل خبنُ الخامسِ (أي القبضُ) بحُسنٍ فتُصبحُ [فعولُ]!،
وقد رأى بعضُ العروضيينَ أن خبنَ خامسِ فعولن قبل الضربِ الثالثِ شِبهُ واجبٍ ويسمى هذا بالاعتماد، وسيأتي ذكرُ معنى الاعتمادِ في بحرِ المتدارَكِ أيضًا.
إن عددَ ابياتِ الطويلِ في المفَضَّلِيّاتِ 901 بيتًا، وتتكرر [فعولن]! 4 مرات في كل بيتٍ، فهناك 3564 [فعولُن]!، جاءت مخبونةً 1583 مرّةً ، أي بنسبةِ 44.4%.
تغييراتُ [مفاعِيلُنْ]!: يرى الدكتور إبراهيم أنيس في كتابهِ موسيقى الشعرِ أن مفاعيلُن يندرُ أن تتغيرَ صورتُها في هذا البحرِ[]*
وكذا الدكتور صفاء خُلُوصِي الذي اعتبر أي تغييرٍ يُصيبُ [مفاعيلن]! في الحشوِ مستهجنًا[]*
ولكنّ بعضَ العروضيينَ جوّزوا خبنَ خامسِ [مفاعِيلنْ]! (أي القبضَ) فتُصبحُ [مفاعِلُنْ]! واعتبروها مقبولةً،
كما جوّزوا خبنَ سابعها (أي الكفَّ) فتُصبحُ [مفاعيلُ]! ولكنّهم اعتبروها مكروهةً، وكذلكَ خبنَ الخامسِ والسابعِ أي القبضَ والكفَّ [(مَفاعلُ)]![]*،
كما جوّزوا الخرمَ (راجع موضوعَ العللِ) وقدبّينت دروسُ الدورةِ بطلانَ مفهومِ الخرمِ استنادًا لأقوالِ الدارسينَ الجادّينَ لعلمِ العروضِ.
إن نسبةَ مجيءِ خبنِ خامسِ [مفاعِيلن]! (القبض) في أبياتِ الطويلِ من المفَضّلِيّاتِ 5%[]*، وخاصةً في الضربِ الثاني،
وسيعتبرها البرنامجُ غيرَ صالحةٍ وليسَ بالأمرِ المُستهجَن.
أما خبنُ سابعِها ( الكفُّ) فلم تأتِ ولا مرّةً واحدةً، كما جاءَ الخرمُ بنسبةِ 1% وهو أمرٌ يعلّلهُ الباحثونَ بتصحيفِ النُّسّاخِ.
بعضُ الصورِ الحسَنةِ من أوزانِ الطويلِ:
الضربُ الأولُ: 
الضربُ الثاني: 
الضربُ الثالثُ: 
بعضُ الصورِ القبيحةِ أو غيرِ الصالحةِ من أوزانِ الطويلِ:
الضربُ الأولُ: 
الضربُ الثاني: 
الضربُ الثالثُ:
1 موسيقى الشعر- 57، د. إبراهيم أنيس
2 فنّ التقطيعِ الشعري والقافية - الجزء الأول - ص35، صفاء خُلُوصي
3 وهي مجموعةُ من عيونِ الشعرِ العربي وتضُمُّ 130قصيدةً (2727 بيتًا) لشعراءَ جاهليينَ ومخَضرَمِينَ وإسلاميينَ،جمعها المُفَضَّلُ الضّبِّيُّ حوالي منتصفَ القرنِ الثاني لِلهجرةِ.
4 نُسخةٌ رقميةٌ لإطروحةِ دكتوراه عام 1986 بعنوانِ -النظريةُ والتطبيقُ في العروضِ العربيِّ- ص 152،للمستشرِق وليم شتوتزر ( 1945- )، وأهداني المستشرقُ هذهِ النسخةَ باللغةِ الإنكليزية عام 1994.
5 فنّ التقطيعِ الشعري والقافية-ص39، د.صفاء خلوصي
6 موسيقى الشعر- 58، د. إبراهيم أنيس
7 فنّ التقطيعِ الشعري والقافية-ص39، د.صفاء خلوصي
8 المعجم المفصل في علم العروض والقافية وأوزان الشعرص102، د.أميل يعقوب
9 قمت ببعضِ الحساباتِ على إحصائيّاتِ المستشرق وليم شتوتزر- النظريةُ والتطبيقُ في العروضِ العربيِّ- ص152...154
قم بتسجيل الدخول أو الاشتراك بالدورة مجاناً لتحتفظ بتقدمك في الدورة وحل التمارين ومعرفة درجاتك.