البابُ الرابعُ أوزانُ البحورِ الشعريّةِ الدرسُ التاسعُ البحرُ الرّمَلُ
وزنُ بحرِ الرَّملِ كما جاءَ في دائرتهِ (نظريًّا وغيرَ مُستَعمَلٍ): [فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ]!
ولا يُستعمَلُ إلّا محذوفَ العروضِ أو مجزوءًا
وللرَّمَلِ عروضانِ وستةُ أضربٍ:
1- العروضُ الأولى محذوفةٌ [(فاعِلُنْ)]! ولها ثلاثةُ أضربٍ: الأولُ صحيحٌ [(فاعِلاتُنْ)]! ووزنُ البيتِ:
[فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ]!
كقولِ الشاعرِ أحمدَ شوقي في وصفهِ للطيرانِ: صارَ ما كانَ لكُم معجزةٌ آيةً للعلمِ آتاها الأَناما
والثاني مقصورٌ [(فاعِلان)]! ويُلزمُهُ الرِّدفُ ووزنُ البيتِ: [فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلانْ]!
كقولِ إبراهيم ناجي: رُبَّما تَجمَعُنا أقدارنا ذاتَ يومٍ بعدما عزَّ اللّقاءْ
والثالثُ محذوفٌ مثلُها [(فاعِلُنْ)]! ووزنُ البيتِ: [فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ]!
كقولِ حافظِ إبراهيمَ: لم تزِد عن أمسِ إلّا إصبُعا قد يهونُ العمرُ إلّا ساعةً
جوازاتُ الزِّحافاتِ في الحشوِ والعروضِ والأضربِ:
يدخل خبنُ الثاني على الحشوِ [(فاعِلاتُنْ)]! باستحسانٍ فتُصبحُ [(فَعِلاتُنْ)]! ويدخل خبنُ السابعِ [(فاعِلاتُ)]! بصلاحٍ،
ويدخل الشكلُ (وهو مجموعُ خبنِ الثاني والسابعِ) بقبحٍ، ويدخل خبنُ الثاني بحسنٍ على العروضِ والضربِ المحذوفينِ فيُصبحا [(فَعِلُنْ)]!،
وعلى الضربِ الصحيحِ فيُصبحُ [(فعِلاتُنْ)]! بحسنٍ، وعلى الضربِ المقصورِ فيُصبحُ [(فَعِلانْ)]! بحسنٍ.
2- العروضُ الثانيةُ مجزوءةٌ صحيحةٌ (فاعِلاتُنْ)]! ولها ثلاثةُ أضربٍ:
الأولُ مجزوءُ مسبّغٌ [(فاعلاتانْ) وترتيبهُ الرابعُ من البحرِ ووزنُ البيتِ: فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتانْ
كقولِ ابنِ عبدِ ربِّه (المتوفّى سنةَ 328هـ): والذي لستُ أسمّيـ.......... ــهِ ولكنِّي أكنّيهْ
والثاني مجزوءٌ صحيحٌ مثلها [(فاعِلاتُنْ)]! وترتيبهُ الخامسُ من البحرِ ووزنُ البيتِ: [فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ]!
كقولِ إبراهيم ناجي: داوِ نارِي والْـتِياعِي وَتمهَّلْ في وَداعِيْ
والثالثُ مجزوءٌ محذوفٌ (فاعِلُنْ) وترتيبهُ السادسُ من البحرِ ووزنُ البيتِ: [فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ]!
كقولِ ابنِ عبدِ ربِّهِ في بيتٍ يتكرّرُ في أغلبِ كتبِ العروضِ: رُبَّ هِجرانٍ طويلٍ أودَعَ القلبَ الحَزَنْ
جوازاتُ الزِّحافاتِ في الحشوِ والعروضِ المجزوءةِ والأضربِ المجزوءةِ:
يدخل خبنُ الثاني على الحشوِ [(فاعِلاتُنْ)]! باستحسانٍ فتُصبحُ [(فَعِلاتُنْ)]! ويدخل خبنُ السابعِ [(فاعِلاتُ)]! بصلاحٍ، ويدخل الشكلُ (وهو مجموعُ خبنِ الثاني والسابعِ) بقبحٍ (فَعِلاتُ)،
ويدخل خبنُ الثاني بحسنٍ على الضربِ السادسِ المحذوفِ فيُصبحُ [(فَعِلُنْ)]!، وعلى الضربِ الصحيحِ فيُصبحُ [(فعِلاتُنْ)]! بحسنٍ، وعلى الضربِ المسبَّغِ فيُصبحُ [(فَعِلاتانْ)]! بحسنٍ،
أما دخولُ خبنِ السابعِ (الكفُّ) والشكلِ على العروضِ فمكروهٌ ويمتنع دخولهما على الضربِ الصحيحِ الخامسِ.
ومن شواذِّ أوزانِ هذا البحرِ أن تأتيَ عروضُهُ تامّةً [(فاعِلاتُنْ)]! مع ضربٍ مثلِها، وكذلك عروضهُ المجزوءةُ المحذوفةُ مع ضربٍ مثلِها كما ذكرَ الزجّاجُ []*.