1 2 3 4 5 6 7 8 9 13 14

 الدرسُ السادسُ - البحرُ الكاملُ

البابُ الرابعُ - أوزانُ البحورِ الشعريّةُ       الدرسُ السادسُ - البحرُ الكاملُ
إنّ الوزنَ الرئيسيَّ المستعمَلَ من بحرِ الكاملِ هو الوزنُ ذاتُهُ في دائرتهِ العروضيّةِ، (راجع موضوعَ الدوائرِ العروضيّةِ بعدَ تمكُّنِكَكَ من دروسِ الدورةِ).
يشتملُ شطرُ البيتِ على تكرارِ [(متَفاعِلُنْ)]! ثلاثَ مرّاتٍ في ضربِهِ الأولِ (وهو الوزنُ الرئيسيُّ من هذا البحرِ)
وإنّ الزِّحافاتِ التي تدخلُ على حَشْوهِ هي ذاتُها التي تدخلُ على الأعاريضِ والأضربِ ولذلك هوَ بيتٌ تامٌّ
(راجعِ الفرقَ بين البيتِ الوافي والتامِّ في البابِ الثالثِ إذ ليس كلُّ وافٍ تامًا، بينما كلُّ تامٍّ وافٍ)، والكاملُ والوافرُ من دائرةٍ عروضيّةٍ واحدةٍ.
[مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ               مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ]!
للكاملِ ثلاثُ أعاريضَ وتسعةُ أضربٍ، وهو بذلك أكثرُ البحورِ تنوّعًا في أضرُبهِ.
1- العروضُ الأولى تامّةٌ صحيحةٌ [(مُتَـفاعِلُنْ)]! ولها ثلاثةُ أضربٍ:
الأولُ مثلُها [(مُتَـفاعِلُنْ)]!: [مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ                مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ]!
كقولِ المُتنبّي:
وهذا الضربُ هو الأكثرُ شيوعًا بين أضربِ الكاملِ الأخرى، فقد جاءَ في المفَضَّليّاتِ بنسبةِ 58.5% (312 بيتًا من مجموعِ 533 بيتًا).[]*
يدخلُ إضمارُ الثاني (مُسْـتَفْـعِلُنْ) على العروضِ والضربِ والحشوِ بحسنٍ []*،كما يدخلُ عليها وقصُ الثاني (مَفاعِلُنْ) والخزلُ (مُـفْـتَعِلُنْ) بقبحٍ.
وبالرجوع إلى إحصائياتِ المفضَّلِيّاتِ، فمن مجموعِ 312 بيتًا من الضربِ الأولِ، يوجدُ بيتٌ واحدٌ فقط قد أضمِرَ ثاني كلِّ أجزائِهِ الستةُ،
وإن 9 أبياتٍ جاءت أجزاؤها سالمةً (مُتَفاعِلُنْ)، ويبيّنُ الجدولُ التالي نسبَ مجيءِ (مُتفاعِلُنْ) سالمةً في الأجزاءِ الستةِ.[]*:
والضربُ الثاني مقطوعٌ [(مُتَفاعِلْ)]! والتي تعادلُ [(فَعِلاتُنْ)]! ويُلزِمُهُ الرِّدفُ (الرِّدفُ مُلازِمٌ لِعلّةِ القطع).
[مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ              مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ فَعِلاتُنْ]!
كقولِ المعرِّي:
أما جوازاتُ الزِّحافاتِ في الحشوِ فهي ذاتُها في حشوِ الضربِ الأولِ، وأشارَ الفراهيديُّ إلى جوازِ إضمارِ الثاني فقط في هذا الضربِ فانتبه.
والثالثُ أحَذٌّ مُضمَرُ الثاني (مُتْفا) فيُنقلُ إلى (فَعْلُنْ):
[مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ               مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ فَعْلُنْ]!
كقولِ عمرَ بن أبي ربيعة (المتوفى سنة 93هـ):
جوازاتُ الزِّحافاتِ في الحشوِ والعروضِ هي ذاتُها في الضربِ الأولِ.
2- العروضُ الثانيةُ حذّاءُ (فَعِلُنْ) ولها ضربانِ:
الأولُ محذوذٌ (أَحَذٌّ) مثلُها ( فَعِلُنْ) وترتيبُهُ الرابعُ من البحرِ:
[مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ فَعِلُنْ               مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ فَعِلُنْ]!
كقولِ عمرَ بنِ أبي ربيعة:
جوازاتُ الزِّحافاتِ في الحشوِ هي ذاتها في الضربِ الأولِ.
والثاني محذوذٌ مُضمرُ الثاني (فَعْلُنْ) وترتيبُهُ الخامِسُ من البحرِ:
[مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ فَعِلُنْ                  مُتَـفاعِلُنْ مُتَـفاعِلُنْ فَعْلُنْ]!
كقولِ زهيرِ بن أبي سلمى أو المُسَيّبِ بن عَلَس:[]*
3- العروضُ الثالثةُ مجزوءةٌ صحيحةٌ [(مُتَـفَاعِلُنْ)]! ولها أربعةُ أضربٍ:
الأولُ مجزوءٌ مُرَفَّلٌ (مُتَـفاعِلاتُنْ) وترتيبهُ السادسُ من البحرِ:
[مُتَـفاعِلُنْ    مُتَـفاعِلُنْ          مُتَـفاعِلُنْ     مُتَـفاعِلاتُنْ]!
كقولِ البلاذِرِي:
ومن الزّحافاتِ التي تدخلُ على العروضِ والضربِ إضمارُ الثاني [(مُسْتَفْعِلاتُنْ)]! بقبول، ووقصُ الثاني [(مُفاعِلاتُنْ)]! بكرهٍ والخَزلُ (إضمارُ الثاني وخبنُ الرابعِ) [(مُفْتَعِلاتُنْ)]! بقبحٍ.
والثاني مجزوءٌ مُذالٌ [(مُتَفاعِلانْ)]! وترتيبُهُ السابعُ من البحرِ:
[مُتَـفاعِلُنْ    مُتَـفاعِلُنْ           مُتَـفاعِلُنْ    مُتَـفاعِلانْ]!
كقولِ ابنِ زيْدون:
ومن الزِّحافاتِ التي تدخلُ على العروضِ والضربِ إضمارُ الثاني [(مُسْتَفْعِلانْ)]! بقبولٍ، ووقصُ الثاني [(مُفاعِلانْ)]! بكرهٍ والخَزلُ (إضمارُ الثاني وخبنُ الرابعِ) [(مُفْتَعِلانْ)]! بقبحٍ.
والثالثُ مجزوءٌ صحيحٌ مثلُ العروضِ [(مُتَـفاعِلُنْ)]! وترتيبهُ الثامنُ من هذا البحرِ:
[مُتَـفاعِلُنْ   مُتَـفاعِلُنْ           مُتَـفاعِلُنْ   مُتَـفاعِلُنْ]!
كقولِ أحدُ الشعراء:
وتدخلُ جميعُ الزّحافاتِ بالعروضِ والضربِ والحشوِ، وقسمٌ منها حسَنٌ والآخرُ قبيحٌ ومكروهٌ كما مرَّ بنا سابقًا.
والرابعُ مجزوءٌ مقطوعٌ [(فَعِلاتُنْ)]! وترتيبهُ التاسعُ من هذا البحرِ:
[مُتَـفاعِلُنْ    مُتَـفاعِلُنْ           مُتَـفاعِلُنْ    فَعِلاتُنْ]!
وقد ورد البيتُ التالي المكرّرُ في جميعِ كتبِ العروضِ القديمةِ منها والحديثةِ كشاهِدٍ:
وتدخلُ جميعُ الزِّحافاتِ بالعروضِ والضربِ والحشوِ، وقسمٌ منها حسَنٌ والآخرُ قبيحٌ ومكروهٌ كما مرَّ بنا سابقًا.
ومن الصورِ الحسَنةِ لأوزانِ الكاملِ:
من الضربِ الأولِ:
من الضربِ الثاني:
من الضربِ الثالثِ:
من الضربِ الرابعِ:
من الضربِ الخامسِ:
من الضربِ السادسِ:
من الضربِ السابعِ:
من الضربِ الثامنِ:
من الضربِ التاسعِ:
ومن الصورِ المستهجنةِ أو الشّاِذة لأوزانِ الكاملِ:
من الضربِ الأولِ:
من الضربِ الثاني:
من الضربِ الثالثِ:
من الضربِ الرابعِ:
من الضربِ الخامسِ:
من الضربِ السادسِ:
من الضربِ السابعِ:
من الضربِ الثامنِ:
من الضربِ التاسعِ:
1 نُسخةٌ من إطروحةِ دكتوراه عام 1986 بعنوانِ - النظريةُ والتطبيقُ في العروضِ العربيِّ- ص 158،للمستشرِق الهولندي وليم شتوتزر ( 1945- ).
2 العيونُ الغامزة على خبايا الرامزة – ص 173-، الدماميني، تحقيق الحساني حسن عبد الله، مطبعة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الثانية 1994.
3 نُسخةٌ منسوخةٌ لإطروحةِ دكتوراه عام 1986 بعنوانِ - النظريةُ والتطبيقُ في العروضِ العربيِّ- ص 158،للمستشرِق الهولندي وليم شتوتزر ( 1945- ).
4 بلوغ الأرَب في معرفةِ أحوالِ العرب - ط2 ج3 ص467، محمود الألوسي.
قم بتسجيل الدخول أو الاشتراك بالدورة مجاناً لتحتفظ بتقدمك في الدورة وحل التمارين ومعرفة درجاتك.